الفساد وصل ويجتاح السد العالى ـ نقلاً عن جريدة الوفد

الفساد يجتاح السد العالي
نشرت جريدة الوفد موضوعاً بالعدد الأسبوعى الخميس 25/12/2008
تحت عنوان :ـ الفساد وصل للسد العالى وفيضان الفساد يجتاح السد العالي
عمليات إحلال وتبديل أجنبية مشبوهة تسببت في زلازل صناعية تهدد جسم السد
جمال أبو الفتوح: قد لا يصدق أكثرنا تشاؤما أن فيضان الفساد والإهمال سيصل إلي أعلي المستويات، لدرجة أنه يجتاح في طريقه السد العالي نفسه.. فلم يعد لدينا خطوط حمراء أو من أي لون ولم تعد هناك قيمة ولا انجاز ولا رمز لم نلطخه بالفساد، كل شيء قابل للهرس في مفرمة اللا مبالاة والفهلوة والكذب والعمولات والفساد والإهمال وحتي لو كان بحجم أعظم المشروعات المعمارية في التاريخ..السد العالي. ووسط هذه الصورة الكئيبة يبقي هناك ضوء خافت في النفق المظلم، وهو الضمير الحي لبعض الغيورين علي وطنهم، فلم يركنوا إلي الصمت خوفا من التنكيل، فقاموا بتزويدنا بالصور والمستندات وسبل التأكد من صدق المعلومات، دون سابق أو لاحق معرفة بناء علي طلبهم، وهذا أحترمه مع كل الشكروالتقدير، ورغم خطورة القضية وما قد تثيره من حنق بعض المسئولين الذين سيسارعون بتفجير ما تعودنا عليه من براكين الغضب ، فإن من واجبنا أن نعرض ما بين أيدينا من معلومات دون أي رتوش آملين أن يتدخل أولي الأمر لحماية سد مصر العالي من عبث العابثين، وقد تكون هذه أفضل هدية للسد في عيد ميلاده الـ39 الذي تحتفلبه مصر الشهر القادم.. وإليكم التفاصيل: هناك كارثة عمرها 10 سنوات تنخرفي جسد السد الصامد والذي يئن في صمت.. وهي وجود مشكلة اهتزاز بالسد العالي الناتجة عن مشروع تطوير قامت به شركة أجنبية عالمية »شركة أليستوم« تم من خلاله تطوير أجهزة التحكم في تشغيل وإيقاف الوحدات بصورة آلية..
كما قامت الشركة بتغيير الأرياش بمنحة لا ترد.. ورغم أن الأرياش الروسية الأصلية كانت في حالة جيدة، فقد قامت الشركة المذكورة بخلعها وتركيب أرياش جديدة ليست مطابقة لنفس مواصفات الأرياش القديمة، كما قامت الشركة الأجنبية بتقطيع الأرياش القديمة حتي لا يتم إصلاح الخطأ والاستعانة بالأرياش القديمة مرة أخري، والتزم المسئولون الصمت التام أمام الكارثة وارتضوا بالأمر الواقع علي أساس أن الأرياش الجديدة مقدمة من خلال منحة لا ترد ولعلاج الخطأ قامت الشركة الأجنبية بتضييق فتحة التصرف »Draft+ube« بعرض 90سم باستخدام خرسانة قوية يصعب تكسيرها وإزالتهاعند محاولة إعادة الشيء لأصله وادعت أن هذا الإجراء كان ضروريا لرفع كفاءة الوحدات الجديدة وتقليل تصرف المياه. وكانت نتيجة هذا التشويه في جسم السد حدوث اهتزازات عنيفة بالمحطة تنذر بالخطر، مما اضطرها لوضع مجسات تعطي إشارات صوتية عند زيادة الاهتزازات بالمحطة علي 3.5 ريختر علي مقياس الزلازل لتقليل سرعة الوحدات والأحمال عليها مما استدعي القائمين بالمحطة إلي العودة إلي النظام اليدوي لتلافي حدوث الاهتزازات ولكن الاهتزازات مازالت موجودة وتشبه زلزالاصغيرا في حالة نشاط دائم في المحطة بكاملها إذا عملت بكامل طاقتها، وهكذا عادالنظام اليدوي الذي كان مستخدما من قبل مشروع التطوير المشبوه، لأن التشغيل الآلي يؤدي إلي تصاعد الاهتزازات إلي درجة خطيرة. وقد تسببت هذهالاهتزازات في كوادث خطيرة من بينها ظهور بعض الشروخ التي تم ملاحظاتها في الانفاق قبل ثلاث سنوات، وتقوم إدارة الري من حينها وعلي فترات متباعدة بعمل بؤج لمتابعة حركة هذه الشروخ دون عمل أي علاج. وهنا قد تتبادر إلي الأذهان عدة تساؤلات. من سمح لهذه الشركة بارتكاب هذه الجريمة، رغم أن الوزراءيطنطنون ليل نهار بأنهم لا يستعينون في أي عمليات صيانة داخل السد تحديدابالأجانب إلا في أضيق الحدود ويعتمدون علي العمالة المصرية مائة في المائة،مع ملاحظة أن السد تم تشييده بسواعد مصرية، وأن هذا الانجاز المعماري العملاقينسب إلي شركة مصرية 100٪ وهي شركة المقاولون العرب وسؤال آخر..
وللموضوع بقية بالصفحة التالية